ابتدأ المركز العربي للتطوير الزراعي "أكاد" مسيرته التنموية منذ عام 1988 على شكل مشروع باسم الشركة الزراعية المتحدة في مدينة أريحا ورام الله، بغرض بناء القدرات الاقتصادية لصغار المزارعين الذين كانوا يواجهون مخاطر الانهيار في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عبر التمويل العيني، واستهدفت المناطق الزراعية في غور الأردن ثم توسعت لتشمل وسط الضفة الغربية ولاحقاً مدينة نابلس في شمال الضفة.
في عام 1993 تمت مأسسة المشروع في مؤسسة تنموية عبر تسجيل مؤسسة أهلية غير هادفة للربح في مدينة القدس باسم المركز العربي للتطوير الزراعي كمركز متخصص في تمويل المشاريع الصغيرة. وحدد المركز أهدافه العريضة في تنمية وتطوير القطاع الزراعي ومساعدة صغار المزارعين من خلال التمويل والتسويق والدعم الفني.
وفي عام 1996 تم افتتاح فرعاً للمركز في قطاع غزة.
وفي عام 2000 أصدر المركز العربي للتطوير الزراعي أول خطة إستراتيجية ثلاثية استندت إلى مفهوم التنمية الشاملة في القطاع الزراعي عبر محورين متكاملين:
- تمويل المشاريع الزراعية الصغيرة المدرة للدخل في أكثر المناطق الزراعية في فلسطين.
- تقديم خدمات فنية وبناء قدرات للمزارعين والمناطق الريفية المهمشة.
وبناءً على ذلك تم تأسيس دائرتين شبه منفصلتين دائرة التمويل ودائرة المشاريع والخدمات المساندة.
ولاحقاً في عام 2003 وضعت أكاد الخطة الإستراتيجية الثانية والتي تضمنت توسيع مجال التمويل من القطاع الزراعي إلى التمويل الريفي بجانب ذلك تنويع المشاريع لتشمل إضافة إلى المشاريع الزراعية مشاريع الخدمات والمشاريع التجارية مع التركيز على النساء والمرأة الريفية، وفي مجال الخدمات المساندة جرى توسيع هذه الخدمات لتشمل البنية التحتية، المياه، المؤسسات القاعدية والجمعيات التعاونية في المناطق الريفية المهشمة وجرى توسيع خدمات المركز جغرافياً وفتح فروع في كافة محافظات الضفة الغربية إضافة إلى فرع في مدينة غزة.
وراكمت أكاد خبرة طويلة في تقديم خدمات التمويل والمشاريع التنموية بحيث أصبحت جزءاً مهماً من قطاع التمويل الصغير ومتناهي الصغر ومن قطاع العمل الأهلي التنموي في فلسطين.
منذ انطلاق مشروع التمويل عام 1988 وحتى نهاية 2013 مولت أكاد 14,773 مشروع بقيمة 34 مليون دولار، إضافة إلى تمويل 30 جمعية تعاونية بقيمة تتجاوز 500,000 دولار.
وعلى صعيد النشاط التنموي قامت أكاد منذ عام 2000 وحتى نهاية 2013 بتمويل 61 مشروعاً تنموياً في مجال بناء القدرات والأمن الغذائي والمياه واستصلاح الأراضي والبنية التحتية وبناء قدرات المنظمات المجتمعية وفي مجال الضغط والمناصرة بقيمة إجمالية تتجاوز 10 مليون دولار.
ولعبت أكاد دوراً بارزاً في تطوير العمل الأهلي التنموي في فلسطين إذ كانت من المبادرين لتأسيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية عام 1994 والمشاركة في بلورة قانون المنظمات الأهلية الفلسطينية الذي صدر عام 2000.
كما كانت الرائدة في بلورة قطاع التمويل الصغير ومتناهي الصغر في فلسطين إذ كانت من مؤسسي شبكة مؤسسات التمويل الفلسطينية عام 2002 ورأست مجلس إدارتها لأكثر من 6 سنوات. وبادرت أكاد بدعم من الإتحاد الأوروبي بإعداد مشروع قانون التمويل الصغير ومتناهي الصغر الذي تبنته شبكة الإقراض وقدم إلى سلطة النقد الفلسطينية عام 2006 والذي يعتبر الأساس لقانون شركات الإقراض المتخصصة الصادر عن سلطة النقد الفلسطينية منتصف عام 2013.
لقد أقامت أكاد شراكات واسعة على الصعيد المحلي وخاصة مع وزارة الزراعة والاقتصاد والوطني وسلطة النقد الفلسطينية والمنظمات الأهلية الفلسطينية وشاركت بفعالية في صياغة الإستراتيجيات الوطنية الفلسطينية.
وعلى الصعيد الدولي كان لها شراكات واسعة مع معظم الجهات الدولية الفاعلة في فلسطين كالاتحاد الأوروبي الممول الرئيسي، بنك الإستثمار الأوروبي، UNDP، البنك الإسلامي للتنمية في جدة، وزارة الزراعة الأمريكية، برنامج المساعدات الشعبية النرويجية، وكالة التنمية الفرنسية، ومؤسسات غير حكومية دولية عديدة.
وبعد صدور قانون شركات الإقراض المتخصصة عام 2003 -والذي يحصر ممارسة نشاط الإقراض والتمويل غير البنكي في شركات متخصصة مرخصة من قبل وزارة الإقتصاد الوطني وسلطة النقد الفلسطينية- بادرت أكاد إلى مفاوضات مع شركاء ومستثمرين ودوليين توجت بتأسيس شركة أكاد للتمويل والتنمية برأسمال 5,35 مليون دولار تملك 56% من أسهمها إضافة إلى: بنك الإستثمار الأوروبي، مؤسسة غرامين في فرنسا، مؤسسة SIDI الفرنسية، وشركة تربل جمب الهولندية. وستحصر الشركة نشاطها في مجال التمويل الصغير ومتناهي الصغر ذو البعد الإجتماعي وتستهدف المناطق الريفية المهمشة وفقراء المزارعين والنساء المنتجات.
وتشير الخطة الخماسية لشركة أكاد للتمويل إلى تمويل أكثر من 10 آلاف مشروع حتى عام 2018 بقيمة إجمالية قدرها 45 مليون دولار، وستبلغ نسبة النساء المستفيدات من هذا التمويل أكثر من 70%.
بالمقابل ستستمر أكاد – المركز العربي للتطوير الزراعي وهي تعتبر المؤسسة الأم (الجمعية غير الهادفة للربح) في تطوير وتوسيع خدماتها التنموية غير المالية والوصول إلى أكثر التجمعات تهميشاً في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومع أن المؤسستين أكاد وأكاد للتمويل مؤسستين مستقلتين مالياً وإدارياً وعلى صعيد الحوكمة والإطار القانوني إلا أنهما متكاملتين ضمن مفهوم التنمية المتكاملة الشاملة التي تستهدف الفئات والتجمعات المهمشة والفقيرة ودعم صمودهم من خلال المساهمة في تحقيق نجاحاتهم في مشاريعهم الاقتصادية الصغيرة الزراعية أو الأخرى.